الاثنين، 27 يناير 2014

كلاكيت تاني مرة

كلاكيت تاني مرة
                                                                             (1)
*الشمس مشرقة حامية تشع اشعتها و تلقي بها فوق رأس شعره ناعم أملس ، يلعب به الهواء لعبا فيتطاير ، صاحبه ملقى على الارض بين ركام و حطام المنازل ، الوضع من حوله لا يبدو على ما يرام أبدا ، الحطام منتشر في كل مكان حوله و لا يوجد منزل واحد فقط قائم أو مبنى واحد واقف على قدميه ,تهدمت المباني و سقطت المعابد جميعها و مات العبّاد و لم يعد للحياة أي أثر فوق هذه البقعة من سطح المعمورة ، كأن الرب قد أمر اسرافيل بالنفخ في البوق معلنا انتهاء الحياة الدنيا ، ولكن يبدو ان نفخة اسرافيل قد عجزت او ربما تركت متعمدة –لحكمة ما- روح هذا الشاب الملقى الصريع لا يصدر صوتا .
في تلك الاثناء و الجو و الغبار يتطاير بدأ ذاك الفتى يستفيق رويدا رويدا احس باحساس يصعب وصفه ، احس انه حي و ميت ،موجود و فانٍ في نفس الوقت ، احساس كانه في برزخ بين الموت و الحياة و بين الشعور و اللاشعور . بدأت تخف اثار العاصفة تدريجيا  حتى وقفت ، شعر ان هناك منادي ينادي عليه من صميم اعماقه ، صوت داخلي لا تسمعه الاذان بل العقل الباطن وحده قادر على ذلك ، فتح عينيه البنيتن الفاتحتين ، لم يستطع رؤية شئ بل كان الصورة  كمثل شاشة تلفاز قديم ارساله مشوش ،  اخذ انفاسا عميقة بغية ان يتاكد من انه لا يزال على قيد الحياة ، بعدما فشل في تحريك اصابع اطرافه ،  انتابه شعور انه مصاب بالشلل ، لم يبالي باي شئ حتى بشعوره بالشلل ، جل اهتمامه اين هو و ما الذي يفعله هنا ؟ و ما الذي حدث ؟ استمر هكذا في عرض الاسئلة حتى وصل الى سؤال جعل دفعة من ادرينالين تتدفق في دمه ، من أنا ؟ ...
(2)
انه خطاب الزعيم الشعبي يعلن انه لن يسمح لقوات العدو بان تهدد امن الشعب  و ان الشعب كله سيقف ليحمي وطنه و انه ينذر العدو لاخر مرة لتجنيب المنطقة حربا دامية ، و اراقة انهار من الدماء ..
الامين العام لالامم المتحدة يعلن عن عقد اجتماع طارئ للدول الاعضاء لمناقشة الازمة الشرق اوسطية و يعلن ان الوضع متازم ويطالب الدول الكبرى من جانب ان تتوقف عن زيادة النزاع و تجنب حرب عالمية ثالثة .
صحفي بارز في الصحف القومية :- الزعيم المفدى رد الصاع صاعين للعدو و الروس و الصينين سيدعموننا بالسلاح المتطور .
تصريحات للمتحدث الرسمي لوزارة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية يؤكد دعم امريكا المطلق هي و حلفائها لدولة أشلنشس  ضد الزعيم الشعبي لدولة أقلنقس .مؤكدة ان بلاد أقلنفس تدعم الارهاب .
حالة الطوارئ تعلن في أقلنقس و  تماثلها نفس الحالة في اشلنشس  ، بدأت الحرب و ظلت مشتعلة ، اصدرت الامم المتحدة بيانا يلزم الطرفين بوقف اطلاق النار ، ولكن كل من الطرفين أبى ، دخل الطرفين الحرب بمطنق العنجهية و العنترية ، و كان القادة غير مباليين للدماء التي تراق .
روسيا و الصين يتفقان على بعث أجزاء من جيشهما لتساند اقلنقس ، امريكا تشجب وتدين و تحذر من هذا السلوك ، وتؤكد انها لن تسمح للروس و للصينين بدخول منطقة الشرق الاوسط او ان هذا يعد انتهاكا صريحا للاتفاقيات الموقعة بينهما .
روسيا و الصين يلغيان الاتفاقيات الموقعة بينهما من جانب و بين امريكا من جانب و بتبادلان طرد السفراء .
المناضل الغاني (كوزي ماريازا )الذي اخذ جائزة نوبل للسلام  عام 1989 يطالب بالتهدئة و ان العالم لا يحتمل المزيد من الكوارث .
وصول دفعات من جيوش روسيا و الصين الى اقلنقس و امركيا تعلن انها تشن حربا ضد الارهاب وعلى  راعيتاه روسيا و الصين ان يلتزما بالتهدئة ، والا فان الخيار العسكري غير مستبعد .
بريطانيا و فرنسا و عدد من الدول الاوربية تساند امريكا و حلف الناتو يؤكد استعداده لخوض حرب ضد الارهاب .  و روسيا و الصين يعلنان الحرب على امريكا ..
-وطيس الحرب يشتعل و يشتد و اقنقس تستخدم السلاح النووي لاول مرة في تاريخ المنطقة و تضرب اشلنشس و مثيلاتها ترد .
روسيا تنجح في ضرب امريكا باكثر من 10 صواريخ نووية في اماكن مختلفة و متفرقة بها ..

(3)
اعلنت القوات المحلية لمدينة اسقطرس ان المواطنين المدنيين من النساء و العجائز و الاطفال يحق لهم الاحتماء في المدارس بعدما تهدمت العمارات و البيوت ، احتشد كل بضعة الاف من الاهالي بين جدران احدى المدارس في الضاحية الشرقية من المدينة ، كان الوضع قد تردى كثيرا في هذا المعسكر الكبير ، ليس لان رائحة العرق النفاذة قد بدات تفوح بين المعتمصين من الحرب بهذة المدرسة و لا لان المكان قد ازدحم و اخذ يزداد ازداحما حتى صار المتر المربع الواحد يمكث فيه خمس اشخاص و ربما ست حتى ، ولكن لان امدادت الغذاء انقطعت ، كان الجيش قد وعد المحتمين بالمدارس انه سيتولى امر امداداهم بالغذاء ، حينها هتف الجميع له و ذكروه انه الدرع الوحيد و الواقي لاقلنقس الا انه اليوم بعد ان غاب عن المدرسة لمدة تتجاوز اليومين زاد الجوع و العطش .ووسط  كل هذا كانت تمكث فتاة عشرينية بسيطة الحال وحولها ضجيج الاطفال رضع الذين لا يكلون من اعلان تذمرهم من هذا الوضع .لكن بعد انسحاب  قوات الجيش من المدينة و توجهها الي الحدود ، كانت قد بدات تشك في ان الجيش قد يفي بوعده ، اعلنت ذات مرة هذا صراحة قبل يومين ، حينها اسشاطت النسوة غضبا منها ، وصاحوا فيها بانها عديمة الثقة بالله و عديمة الثقة بالجيش الذي يدافع عنها ، كانت طالبة جامعية ،وجهها به مسحة جمال  ربما هي الوحيدة بين كل النساء بجوارها المتعلمة ، كانت تدرك ان الحرب التي تخوضها بلدها  ليست حربا ملزمة و لا حربا مقدسة يجب عليهم خوضها ، بل كان اجباريا عليهم الدخول ارضاءا لرغبات الدول الكبرى ، دون علم هل سيعودون منها على قيد الحياة ، ام ان الموت و عزرائيل في انتظارهم .. 
كان الاسوا في كل ما سلف ذكره انه من المحرم عليهم ان يخرجوا خارج المدرسة و خصيصا ليلا و الا صاروا عرضة للاعتقال بتهمة خرق حظر التجوال الا ان هذا المصير كان اهون من هجوم العصابات التي وجدت فرصتها الذهبية لاقتناص فرائسها ، الفرد السوي  يشعر بالانتماءفي اسوا الاحوال في لحظات يمر بها الوطن بمشكلة ما فما بالنا بالحرب، الا ان المجرم طبيعته النفسية و نشئته الاجتماعية تحرم عليه تذوق هذا الشعور البتة ، فهو ما يلبث ان يجد فرصة لينتقم من المجتمع الذي نشا فيه ولم يوله اهتماما حتى يبادر بتنفيذها رغبة جامحة من الانتقام و للثار ممن ظلموه و رغبة اشد وهجا في رد الصاع صاعين ، لم يكن لاهل هذه المدرسة التي باتت تشبه مستعمرة النحل في كل شئ -الا النظام و الدقة – الا خيار ان يلتقطوا بعض احتياجتهم نهارا ،املين ان يجدوا دكانا لازال فاتحا ابوببه .
(4)
تدهور الوضع اكثر فاكثر ازدادت الغارات اليومية التي يشنها طيران قوات اشلنشس على كل ما يستطيع الوصول اليه ، رغم ان مدينة اسقطرس كانت مدينة لا توصف بانها حدودية الا ان غارات الطائرات قد وصلتها ، كل ما كان يجب فعله على كل الموجودين في المباني ان لا يشعلوا اي ضوء ترصده الطائرات ، الا ان القدر شاء –لحكمة ما لا يعلمها احد غيره – ان لا ينسى بعض العجائز الذين اتخذوا السطح ملجأ لهم لتنفيس عنهم و اشعال قطعة من اكسير الحياة  فالتقطت احدى  الطائرات هذه البقة من الضوء ، و حينها اطلقت عدد من الصواريخ ضد مصدر الضوء ، تحسبا لان يكون موقع عسكري يبادرها هو باطلاق الصواريخ .
تلعب الصدف احيانا دورا هاما في تشكيل حياة كل فرد منا و  لكنها هذه اللية لعبت دورا هاما في انقاذ حياة هذه الفتاة التي اعلنت في نفسها التذمر و فاض بها الكيل لما اشتد بها الجوع ، وتسللت خارج المدرسة لكنها لم تبتعد ،كانت حريصة على ان لا تبتعد كثيرا كي تتجنب مصائد الذئاب البشرية و في نفس الوقت تنجو من جو هذا المعسكر الكئيب ، ضاهدت المدرسة تنفجر بعد صاروخ تلو الاخر و هي منذهلة مندهشة الوضع نفسه لم ياخد اكثر من دقيقتين ، و فجاة القيت قنبلةبجانبها على بعد بضعة امتار طارت في الهواء من شدة التاثير للقنبلة ، واغشي عليها ..
(5)
قام ذاك الفتى الذي لم يكمل عامه العشرين بعد عناء شديد ، قل شعور اللاشعور وبدأ يستعيد جانبا من الواقعية احس ان البرزخ الذي كان فيه بدأ يقل و يقل حتى اختفى فاعتدل في جلسته ، رجّح انه قد يكون ظل على وضعيته السابقة يومين او اكثر ، ظل يجهل من هو ؟ و من اين اتى ؟و ما الذي حدث و جعل كل هذه المباني تتهدم حتى صارت خاوية على عروشها ؟ صرخ باعلى صوته مناديا لاي مخلوق كائن من كان ولكن لا يجيبه الا صوت حفيف الاشجار القليلة المتنثرة و صوت الرياح و احتكاكها بالرمل و الحصى ، احس بدوار شديد رجّح هذا الشعور لاحساسه بالجوع الشديد ، حاول مرار النهوض و الوقوف على قديمه لكنه ما ان نجح حتى فشل من جديد ، خارت قواه و عاد مرة اخرى الى وضعيته السابقة . دون ان يعلم كيف سيتدبر معيشته ؟!
(6)
ظلت مستلقية على الرمل مدة طويلة ربما تقدر بيومين او اكثر حتى ، كانت القنبلة التي انفجرت بجانبها ليست من الطائرات فالطائرات لا تقذف بالقانبل و لكن المرجح ان احد الحراس احس بخطواتها فاخذ احتياطته و القى  عليها القنبلة ، لم تكن قنبلة مميتة باي حال من الاحوال بل كانت مجرد قنبلة تصدر رائحة منومة ، من حسن حها ان ذاك الحارس لم يجدها –هذا اولا – و انها لم تكمل بقية رؤية المجزرة التي حدثت للمدنين العزل .قامت بخطوات متثاقلة ، كانت قد رأت شابا في بداية العشرينات في حلمها يمكث في الضاحية الغربية لمدينة اسقرطس .ثم انقطع الحلم فجاة و ظهر وهو بجانبها على الفراش . لم تدر اي معنى لهذا الحلم . احست بالام في ظهرها و قديمها تتزايد ، احست ان هذه علامة الهية و ان القدر يطلب منها الذهاب اليه ، لقد راته تحت شجرة كبيرة كانت شجرة تفاح ضخمة ، كانت تعلم علم اليقين ان الوصولالى الجهة الغربية يستلزم عناءا شديدا لاسيما بعد حالتها الرثة و الجوع الذي ينخر ما تبقى من قواها ..
بدأت تمشي في الطريق المؤدي لمرادها ، لم تجد سببا واحد يفسر لها اختفاء البشر هكذا من الحياة ، كانت تعلم ان كل القرية قد نزحت الى اماكن مفترقة و ان الباقين قد رحلوا بعدما احتموا بالمدرسة التي دكت ، لكن هذا ليس مبررا على اي حال لان لا تجد انسيا .
قالت في نفسها ،ربما البقية قد هربوا الى قرى اخرى بعد حادث المدرسة المشؤومة ، بدات تتذكر تفاصيل الحادث تكرر المشهد امام عينيها عشرات المرات ، بعض الحوادث لا تصبك بالحزن في حينها ولكن تصيبك بالذهول ثم يكبر الذهول و ينمو حتى يتحول الى حزن كبير ضخم يدفن في قلب المرء ، كانت هذه الحادثة من هذا النوع .. احست بالاسى و الحزن و الحسرة على الاطفال الرضع الذين رحلوا دون ذنب ، لم تتخيل ان تحب هؤلاء الاطفال الذين اصدعوها بالصراخ طوال الليل  و النهار حتى كاد راسها ينفجر ، لم تتخيل ان تشعر بالحزن لتلك المراة المسكينة المسنة التي صاحت فيها يا بانها عديمة الثقة بالله ، لم تتخيل ان ستشعر بالاسى لذاك الطفل الصغير الذي لوثها بنجاسته . لقد تبدلت مشاعرها اتجاه كل من كان في المعسكر الى النقيض تماما ، تناست تلك الاجواء المشحونة و حلت مكانها مشاعر اكثر عطفا و اكثر انسانية. بدات بالمشي مجاهدة نفسها على الوصول للمرادها ، علها تجد شيئا ما قد يفسر سبب اختفاء كل الانس هكذا
(7)
صوت انثوي رقيق او يجاهد ان يظل محتفظا بانوثته يهمس و يزداد همسا و ترجيا ، فتح ذاك الشاب احدى عينيه حتى احس بشعور مفاجئ لقد تبدلت كل مشاعره دفعة واحدة ، احس انه كان في حلم و انه الان استيقظ منه ، لكنه حين نظر حوله وجد كل شئ كما هو الخراب و الدمار في كل مكان ،،  وجد امامه وجه انثوي ،تذكر في تلك اللحظة القصة التي تلقنها في صباه عن ان حواء قد خلقت من ضلع اعوج من ادم . هل هي حواء ؟ و انا ادم ؟ ما هذا الهراء الذي اتفوه به.. هكذا قال في نفسه  
-من أنتِ ؟        
-انا . انا . انا .. لا اعرف .
-و لا انا اعرف من انا ,
هل انت جائع ؟
-اكاد اموت جوعا ، لم اذق الطعام منذ عدة ايام .,
-ساحضر لنا شيئا نتناوله ,,
قامت تلك الفتاة ، بتحضير لقمة ، يلعب القدر دوره مرة اخرى للمرة الاف ، مما يأكد ظنونها انها جُعلت لمهمة ما ، فحين قدومها الي هذا المكان –الضفة الغربية – وجدت الشاب مثلما تخيلته في المنام تماما ، وهو يتظل بظل شجرة التفاح ، كانت الشجرة الوحيدة التي راتها من موضع تحركها حتى وصولها ، حينها قامت تقطف عددا من التفاحات من الشجرة ..
بهت الفتى  حين وجد نفسه نائما تحت هذه الشجرة الضخمة و ثمراتها الناضجة الكبيرة ، كانها قد نزلت من الجنة ، تحامل و بذل كل ما في وسعه كي يقف على قدميه من جديد و طلب من رفيقته في اعداد الطعام ان يساعدها في جمع ثمار التفاح ..
جمعوا عددا من التفاح  ، لم يكونوا في رفاهية تسمح لهم بان يغسلوها بالماء ، لكنهم لم يستمروا هكذا مترفعين عن الماء ، الا قليلا بعدها احسوا بعطش شديد ، تناسوه ، الى حين ان يجدوا مصدر للمياه او تمطر السماء و تكمل جميلها .استمروا هكذا حتى الليل التفا حولقطعتي حطب مشتعلتين يطالبوها بتدفئتهما.
ماذا الذي حدث ؟
لست متاكدة مما قد اقوله لكنه ارجح الاحتمالات عقلانية .
لا عليك فقط اخبريني .
(حكت له ما مر بها منذ حكاية المدرسة و الطائرة ، وكيف نسيهما الجيش دون امدادات ، وكيف تلقت القنبلة ذات الرائحة المنومة ، )
ماذا ؟؟ هل تقصدين انك نجوت من تلك المجزرة حين خرجتي من المدرسة صدفة ؟؟ و انك ضربتي بقنبلة منومة ؟
نعم . اعلم ان...
قاطعها قائلا .. لقد حلمت بفتاة في مثل عمرك تماما حدث لها نفس ما حدث لكِ . انا لا افهم اي شئ على كل حال . لكن تابعي
تبلدت ملامح تلك الفتاة ، حين ادركت ان هذا الفتى حلم بها ، وهي ايضا حلمت به و بنفس قصته ,, تغلبت على جمودها و اكملت حديثها و اخبرته عن  اخر المستجدات على الساحة السياسية التي واظبت على سماعها في راديوها الصغير الخاص بها ، وكيف عن ان الزعيم المفدى قد امر باطلاق صواريخ نووية على اشلنشس ، وكيف ردت اشلنشس بضرب العاصمة بقنابل نووية . ويرجح مقتل كل شعب العاصمة بمن فيهم الزعيم ، وكيف ضربت روسيا امريكا بتلك الصواريخ النووية ، وكيف ردت بريطانيا و فرنسا المدافعتين عن امريكا بصواريخ عابرة للقارات تحمل رؤوس نووية . و كيف تدمر الاسطول اليابني الموالي لامريكا بعد ان دمره سلاح الجو الصيني  و سلاح البحرية الصيني ،  وكم من الملايين الذين سقطوا دفعة واحدة جراء استخدام الاسلحة النووية  ، و لكنها لا تجد تفسيرا وحيدا لاختفاء الحياة فجاة كهكذا الا بتفسير واحد
ما هو ؟
ربما استغرقنا نحن الاثنين في الغيبوبة القصيرة التي تلقيناها فترة طويلة ، ان السماء ملبدة بالغيوم ، و الرياح باردة جدا و لقد كانت الحرب في شهر يونيو .
هل تقصدين اننا ظللنا على قيد الحياة طيلة هذه الاشهر ؟؟؟!!
-ولما لا ؟ لقد ظل اصحاب الكهف نائمون  ثلاثمائة عام و عشرة سنوات .
-نحن لسنا في زمن المعجزات . انا لا اعتقد بان الجميع قد رحلوا . لا يمكن ان يختفي 7 مليارات فجأة هكذا كانهم لم يكونوا .
-اود ان اخبرك شيئا .
-ماذا .
 لقد رايتك في حلم لي لا ادر كيف ؟ و لكن رايتك انت لم ارى ملامح وجهك ولكني رايتك نائما تحت شجرة تفاح ضخمة . كنت اعلم انها في الضفة الغربية من المدينة ، فاتيت اليها ووجدتك على حالك .
-ماذا يعني هذا ؟
لا اعلم .
 للمرة الالف بعد المليون يلعب القدر دوره مرة اخرى و تمطر السماء امطارا غزيرة مليئة بالحياة ، لم يجدا مكان غير الشجر ليحتميا من الامطار استمرت الامطار بالهطول ليلة بكاملها ،حتى امتلات الارض و تشبعت بل وفاضت ايضا .. حينها شعرا بحاجة لان يبنيا مكان يعيشا فيه ، لم يجدا افضل من قمة تلة متوسطة الارتفاع يستطيعا ان يبنبا كوخين متلاصقين عليها ، بدأا بالفعل بعد الظهيرة ببناء الكوخين جمعا الاحطاب بعد بحث مضني عن اشجار استمر بناء هذين الكوخين لمدة تزيد عن الستة ايام و في اليوم السابع جلسا على سرير كل منهما ,,
استمر الحال على ما هو عليه عدة شهور طويلة ، الا ان الاثنين لم يستطيعا ان يمنعا نفسهم ان لا يقعوا في خطية الحب ، التي لطالما حرمت في شرائع ، في يوم ما و على طرف التلة جلسا متجاورين فهم كل منهم الاخر ، و تعاهدا على البقاء معا ، لم يحتاجا لكاهن ليزوجهما او لاناس يهنئونهم و لا لاي شئ اخر سوى بعضهما البعض , رغم ان هذا شئ يبعث للفرحة الا ان شعور الفرحة يتخلله شعور بالاسى لانهم سيكررا نفس الخطا في انجاب بشرية حمقاء ستنجب مغول و تتار و صليبين  ومتعجرفين وحيوانات بشرية و ستنجب هتلر و موسيليني ستنجب اكاسرة و قياصرة و فراعنة يستعبدون البشر من جديد  مرة اخرى هذه البشرية مهما طال عمرها او قصر ستقتل بعضها البعض كالحيوانات او اشد .





تمت  





ابراهيم مجدي

هناك تعليقان (2):